jeudi 6 mai 2010

كان رجلا رائعا

تناولت أقراص النوم و تلمّحت عدد الحبوب القليلة المتبقية أذكّر نفسي بضرورة مراجعة الطبيب من جديد
ارتشفت الماء مباشرة من القارورة لفرط ما أبديته من استهجان لهذا السلوك
انتظرت سدى أن أنام و أموت لعشر ساعات
أجلت نظري على معصمي و أصابعي في نرجسية أعشقها
و تذكّرت ذلك الخاتم الذي كان وفيّا ليدي اليسرى
و رأيت شفتاك بين أصابعي تتذوقها
فمسحت كفي في مخدتي أتملّص من لعابك المرّ المذاق
اتخذت وضعية نومي العادية التي تأبى أن تفارقني
فكلّ ما كان يعجبك أريد أن أهجره
استحضرت لمسات أناملك على عمودي الفقري و مؤخرتي
و سمعت وشوشتك في أذني "مابنّك مابنّك مابنّك"
وضعت الوسادة فوق رأسي في حركة عصبية لاخفات صوتك المزعج
و استجديت عطف النوم فتصلّب قلبه و أبى أن يرضخ
أقدر على ارضاخ ألف رجل مثلك و لا أقوى على التآمر على النوم
أزلت الوسادة و اقتفت يدي أثر هاتفي على الطاولة الصغيرة المحاذية للفراش
أمسكت به و قبل أن أضغط على أحد مفاتيحه عكست لي شاشته المظلمة وجهي الشاحب
كان من الواضح أنني أحتاج الى النوم .. و لكنه تمنّع
ليس من الوارد و المسموح به طبعا أن أسهر لأصارع ذكراك
اتصلت بطليق زميلتي الذي أكسبته نوعا من الحميمية منذ زمن ليس ببعيد
كنت في حاجة إلى رجل على قدر من الحنان يومها
لم أرد لا قبلا و لا مداعبات و لا نكاح ليلتها
لا أريد أن تصير حياتي الجنسية محاطة بالروتينية و البرود
هذا الرجل مميّز بطاقة من الشاعرية و الهدوء
يذكرني كثيرا بالفنان "فرانسيس كابرال"
قدم بعد ساعة تقريبا و أحضر معه الورود و النبيذ كالعادة
هو لا يسارع باستدراجي الى الفراش
يعجبني أسلوبه
بامكانه أن يقضي أكثر من ليلة معي و يكتفي بالغناء لي و اللعب بشعري و أنا في حضنه, إن أنا أردت ذلك
و فجأة أردت ليلتها أن أكافئه على شهامته
نعم هو شهم, لا يشبهك
وضعت "سي دي" "باست لاتينو" الذي أهديتني ايّاه و دعوته للرقص
لم يكن راقصا جيدا و لكنه كان رجلا جيدا
ذهبت أبحث عن لعبة الورق في درج المكتب
رآها فدهش
و لعبنا واضعين قانوننا الخاص ... كلما خسر أحدنا نزع قطعة من ثيابه
تعالت ضحكاتنا و بانت أجسامنا متلهفة مستشيطة من الرغبة
تأرجحت فوق فخذيه كالمركب الصغير الذي يتمايل مع حركة الموج في بحر ثائر حتى يرمي به لحدود السماء
و استحثني صوته المتلذذ على الانتشاء
تأوّهت بصوت خافت فنثرت عليه جمرا مشتعلا و اتقد نارا
لم يكن راقصا محترفا و لكنه كان رجلا محترفا
تحسّس كامل جسدي و كأنه يتساءل إن كنت من الإنس أو من فصيلة أخرى و تلويت بين يديه و شئ كالغثيان يراودني
قبّل جبيني و أنفي و مرّر أصابعه على نهديّ قائلا بصوت تعتريه اللذة "أنت أغرب و أروع قحبة قابلتها في حياتي"
ابتسمت و لم يزعجني كلامه فهو يصرّح بما يجول بخاطره و لم يقل غير الحقيقة, على عكسك
و استسلمت لنوم فاجئني على صدره الكثيف الشعر
لم أتذكرك فرائحته كانت أطيب كثيرا من صورتك

1 commentaire:

HaRhOuR a dit…

tes écris sont géniaux ! j'en redemande ! reviens !