dimanche 6 octobre 2013

"تعالى لأتناولك كحبة أسبرين وأنام.."


أقفلت قارورة مزين الاظافر الصغيرة حمراء اللون باعتناء وتصفحت اصابعها بعيني "نرسيس"...

تناولت علبة السجائر وأخرجت منها السيجارة الأمريكية قبل الاخيرة برفق حتى لا يفسد الملون الذي لم يجف بعد..

شغلت الة التسجيل واختارت لأمسيتها الهادئة على غير عادة اغنية "الساحرة"

لفّت حول نفسها لفتين او ثلاث مرددة اكثر كلمات الاغنية استجابة لهرموناتها " فاني سأقتلك... فإني سأقتلك... فإني سأقتلك اليوم حبا" غير عابئة بالنشاز الذي احدثته وبالشريط الذي مازال لم يبعث صوت "عليّة" بعد

اصطمت بدرج مفتوح منذ أمد فسخرت من نفسها وأطلقت قهقهة مفتعلة، في الواقع مرضية عصبية، لكن رجالها الاغبياء الكثّر كثيرا ما احبوها.. وتخلّصت من حذائها الاحمر الصيفي وقذفته جانبا منتبهة ومصرة على عدم التعويل على يديها حتى يجف ذاك الاحمر "القاتل" 

 جلست على حاشية الشباك المطلّة على هذا الشارع الغريب تدخّن وتلهو برسم دوائر وخيوط متداخلة من دخان سيجارتها المنبعث من شفتيها الملونتين..
 تحدّق في ذاك الاحمر الشيطاني المتصدّر على اصابعها وتنظر الى المارة من الطابق العاشر فينتابها ضرب من التألّه..
وكأنهم عبيد يأتمرون بأمرها تحت عرشها الذي اختارت له من الالوان احمر جهنمي...

فأخذت تأمر ذاك الاحدب مُسرع الخطى بالتأنّي لعدم ازعاج الملكة بخطاه المتعجّلة
واستشاطت غضبا من تلك المراهقة التي تمسك بيد حبيبها بينما تتربع آلهتها على العرش وحيدة..
وانتابتها رغبة في.. في قتلهم جميعا خدشا بالاضافر الحمراء...

استعادت شيئا من رشدها فكفّت عن الهراء ونزلت من عليّها لتستلقي على ظهرها ارضا كعادتها، فهي تعشق ان يلامس لحمها الساخن دائما برد الارضية القارس... تعشق احداث تفاعلات لجسدها..

رفعت رجليها على حافة السرير وأخذت تداعب بأصابع رجلها اليسرى فخذها الايمن الذي تخلّص من ثقل الفستان الزهري حالما استقامت ساقيها..

كذلك هي نرجسية متعريّة تعشق الحديث الى جسدها ولا تحبذ الملابس كثيرا...

نظرت مجددا الى الاحمر القاني الجاف وتذكرت كيف فاجأها ذلك الغريب بـ "هل سبق وأن قيل لك أن أصابعك جميلة جدا؟".. 

تذكرت كيف لم ينتظر منها اجابة فقبّل أناملها وامسكت شفتاه الساخنتين بخنصرها الذي سبقها الى تذوق لعاب الغريب.. احدث فيها "تفاعلات" لذلك هي تذكرته.. كثيرون هم من يحدثون الحركات والسكنات الرتيبة.. نادرون هم من يحدثون التفاعلات

تذكرت الغريب وما يحدثه فيها من اضطراب غير معهود، خاصة اذا ما تعمد الجلوس قُبالتها فاتحا فخذيه مفسحا المجال لخيالها الولع الشاسع...

تذكرت دفئ يديه الذكوريتين وحالة الشبق المكتوم التي يحدثها فيها كلما تعمّد وضع يده لثواني معدودات على اسفل ظهرها أو فوق قفل صدريتها مباشرة اذا ما مرّا بباب محل أو مقهى وافتعل ترك اولوية العبور لها..

تذكرت نظراته الطويلة المسروقة الى صدرها المغري وكلماته المتقطعة في الزمان والمكان والتلفّظ كلّما تعلق الامر بهذين النهدين...

لامست نهديها فاختلطت الحمرة بالبياض... طلبت عفوهما.. "اعذرا غبائي الذي حال دونكما وشفتي الغريب"..لم يأبها ولم يعفوا عنها... فأصدرت حكمها الابتدائي دون تحكيم ضميرها الذي اعدمته شنقا حتى الموت منذ أمد بعيد : "حكمت نهداي غيابيا مضاجعة الغريب حتى الموت"... فـ "إنها ستقتله".. ستتفنن في قتله.. ستجعله يطلب الموت بكل ما أوتي من فحولة.. سيتوسلها الموت حرقا بالاحمر القاني.. سيقتل نفسه بنفسه ان لم تفعل.. سيموت الغريب بعد مرور شيطانها به.. سيكره الحياة من بعدها كلما وقف امام مرآته وتفحّص خلك الخدوش الحمراء... سيطرد كل تكاياه وسباياه من مملكته..

انتبهت الي ان الشريط اصابه عطب فلم يفكّ عن ترديد "فإنّي سأقتلك" واصرّت اكثر من اي وقت مضى على قتل ذاك الغريب.. فلا صوت يعلو فوق صوت حلمتيها... تناولت صور الغريب المبعثرة "كحبة أسبرين"... ونامت لتترصّده ها هناك