samedi 29 mai 2010

لا أعرفك

تقابلنا ...
و ماذا بعد؟
أقفز فرحا كالمراهقة؟
أصيح انتصارا كتلميذ مجتهد يوم إعلان النتيجة؟
أبكي غبطة كابن بارّ عاد من الغربة مشتاقا ؟
أتسمّر في مكاني كبطلة مسلسل مكسيكي صدمت بمعرفة أمّها الحقيقية؟

لا, لم أفعل شيئا من هذا القبيل...
لماذا أفرح للقياك و أنت لست أنت؟
لا هي نظرتك و لا هو صوتك و لا هي رائحتك
تنظر باستغباء
تتحدّث ببرود و اتّزان
غيّرت عطرك و امّحت رائحة التبغ من لحمك
تلقي التحية ب "السلام عليكم" ؟
و ابتسامة عريضة تكاد تمزّق فكّك
أمر طبيعي ... لم تكن يوما ما ضحوكا
تجالسنا دون تنظير أو تفلسف أو عبارات إباحية؟
حركاتك هادئة, كلماتك ملؤها حياء و تلميق, رجلك اليسرى ثابتة على الأرض لا تهتزّ توترا
تردّ على كلّ المكالمات الهاتفية؟
هاتفك ما عاد صامتا,صار يرسل رنّة السيمفونية العاشرة بأعلى درجات الصوت المتاحة
و لا تضرب الحائط به مع ثالث اتصال قطع عنك حديثك
تستقبل من على الخطّ كل مرة بنفس الكلمات الموزونة اللبقة و تطيل معه الحديث
تشرب العصير و تدخّن سيجارتين فقط في خمس ساعات؟
لا تترك خلفك على الطاولة كوما من العلب الشاغرة و لا كأس بيرا قايضت به النادل عشرة مرات على الأقل طيلة الجلسة
تعطيه له فارغا فيرجعه مذهّبا
لا تنظر إلى صدر هذه و لا إلى مؤخرة تلك؟
لا تتلفّظ بأفحش الكلمات الفرنسية لوصفهما و لا تتغامز مع "ن" على قصة لا أعرفها و لا تغمرني قبلا متمرّدة على الحاضرين ممزوجة بمذاق البيرا و السجائر لتقنعني أنّك تمزح
تثني على كلام "ك.ا" و تثمّن مداخلته؟
و لا تجادله بطريقتك المخشوشنة و تجاهره بأنك تمقت طريقة تفكيره و تتمنى له في سخرية ماجنة أن يقصر قضيبه فنضحك كلنا و يستشيط "ك.ا" غضبا و يغادر تاركا كل روّاد الحانة ينظرون في دهشة واضحة إلى طاولتنا المهتزة ضحكا و زندقة
تتحدّث عن المال و الأعمال ؟
لا تترفع عن الرأسمالية و لا تسبّ برلسكوني و لا تستحضر تاريخ لينين
...
لا تشتاقني ؟؟
لا تنظر إلىّ بعيون لا تستعملها إلا معي, تلك البراءة الماكرة
لا ترمي بيدك تحت معطفي غير عابئ بالحضور مراهنا على تغييبي فكريا من الحديث
و لا تحتضنني مديرا ظهرك لهم بطريقتك الكريهة اجتماعيا, عندما تشي لك نرجسيتك أن النقاش أضحى هزيلا لا يليق بك
و لا تقاطعهم كالمختل عقليا بين الفينة و الأخرى مهما كان الموضوع جادا لتقول لي "أحبك" و تتركني محرجة منهم

أنت لست أنت
...
لا أعرفك
لم أعد أعرفك
أنت رجل غريب
أغرب من كلّ رجالي النّكرة
تتصنّع و تنافق و تجامل و تطنب قي المدح و تضلّل مشاعرك و أفكارك
لا أعرفك أيها الغريب

Aucun commentaire: