samedi 9 juillet 2011
تمنت لو تمنّت
عندما كانت فتاة صغيرة ولم تكن تعرف من الفصول سوى الربيع، كانت تلهو وتمرح في ساحة العمارة التي يقطن بها والدها مع أقرانها.. كانت تحلم بأن تصير مهندسة معمارية، كثيرة المال والجمال، تملك سيارة تتسع لكل ألعاب الشاطئ وتقطن بشقة في سيدي بوسعيد التي لم تزرها في الواقع سوى مرتين أو ثلاثة مرات مع والديها.. كان لها حلم غريب تستهجنه أمها البيتوتية وتستلطف الله حالما تردده الصغيرة على مسامعها: أن تتزوج فتنجب فتاة وتطلّق لتعيش مع رضيعتها وحيدتين مجنونتين حرتين.. ولم تقدر إلى اليوم إيجاد تفسير منطقي لحلمها الذي طالما اقشعّر له جسد أمها البسيطة إلى حدّ السذاجة...
نظرت كعادتها إلى سقف الغرفة شديدة السواد والفوضى واسترجعت أهم ما سمعته في يومها الشاق... "50 بالمائة من حاملات هذا المرض يعشن بين 4 و5 سنوات"، "في الواقع إن اتضح أن الورم الذي تحملينه خبيث فسوف لن تنجبي إطلاقا، أنا آسف"، "عمليتك دقيقة وتحتاجين إلى الكثير من الصبر والإصرار"، "يمكن أن يكون الورم حميدا وفور الحصول على النتيجة أنصحك بمحاولة الإنجاب، فربما لن تنعمي به مجددا إن تكررت الحالة"، "لماذا لم يأت زوجك معك؟ أريد أن أراه في المرة القادمة"... 5 سنوات.. لن تنجبي.. إصرار.. إنجاب.. زوجك..
تداخلت الكلمات في رأسها وزاد من حدّة وطأتها الصداع الذي يزاولها منذ الصباح.. نظرت إلى الهاتف من جديد.. لا يوجد إلى حدّ الآن أثر لما عبّر عنه الطبيب بـ "زوجها".. أوشكت على طرح أسئلة عن المدعو زوجها ثم تراجعت عن ذلك.. كان الوجع أقوى من ذكراه.. تذكّرت أصدقاءها القليلين الذين أسعفوا آخر ما تبقى لها من رغبة في الحياة.. كانت في حاجة ماسة إلى رجل يحبها، يقصّ عليها حكايا الجدّة ويداعب شعرها قبل أن يتساقط كله في يوم قريب أو بعيد.. وكانت متأكدة بشهادة هاتفها الصامت أنه ليس المدعو زوجها.. تذكّرت حلمها وهي صغيرة "أريد أن أتزوج فأنجب طفلة وأطلق"... وتمنّت لو تمنّت شيئا آخر غير هذا الحلم الذي بات مستحيلا..
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
3 commentaires:
فقط اردت ان اقول شكرا على هذه الخاطرة ..
مدت في رعاية الله
لا شكر على احساس عميق
لا شكر على احساس عميق
Enregistrer un commentaire